2025-08-06 10:15:16
تصاعدت حدة الجدل في الأوساط الرياضية العالمية بعد تقديم الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن حادثة عنصرية مزعومة تعرض لها نجم المنتخب الكوري الجنوبي هي-تشان هوانغ خلال مباراة تحضيرية في إسبانيا.

تفاصيل الحادثة المثيرة للجدل

اندلعت الأزمة عندما اتهم هوانغ (28 عاماً)، مهاجم نادي ولفرهامبتون الإنجليزي، أحد لاعبي نادي كومو الإيطالي بتوجيه إساءة عنصرية له خلال المباراة الودية التي أقيمت يوم الاثنين الماضي ضمن استعدادات الفريقين للموسم الجديد. ووفقاً لتصريحات اللاعب الكوري، فقد نعته زميله الإيطالي بـ"جاكي شان"، في إشارة إلى النجم السينمائي الصيني الشهير، وهو ما اعتبره هوانغ إهانة عنصرية.

ردود الأفعال المتضاربة
سارع نادي كومو إلى نفي الاتهامات، مؤكداً في بيان رسمي صدر يوم الثلاثاء أن لاعبهم "لم يقل أي شيء بطريقة مهينة"، معتبراً أن رد فعل لاعبي ولفرهامبتون "أدى إلى تضخيم الحادث بشكل غير متناسب". وأوضح النادي الإيطالي أن التعليق كان "في إشارة إلى اسم اللاعب وإلى الإشارات المستمرة التي يدلي بها زملاؤه في الفريق على أرض الملعب".
من جانبه، أعلن الاتحاد الكوري الجنوبي أنه أرسل رسالة رسمية إلى الفيفا يوم الخميس أعرب فيها عن "قلقه البالغ إزاء الأفعال العنصرية التي تعرض لها هوانغ"، داعياً المنظمة الدولية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء على العنصرية في ملاعب كرة القدم".
موقف هوانغ ودعم فريقه
عبّر هوانغ عن مشاعره عبر حسابه على إنستغرام، حيث كتب: "العنصرية غير مقبولة في الرياضة وفي جميع جوانب الحياة"، مشيراً إلى أن الجهاز الفني ورفاقه في الفريق أبدوا تضامنهم الكامل معه، ووعدوه بمغادرة الملعب معه "إذا لزم الأمر". وقد حظي منشوره بتفاعل كبير، حيث تجاوز عدد الإعجابات 143 ألفاً.
دعم رسمي من ولفرهامبتون
أكد غاري أونيل، مدرب ولفرهامبتون، أن هوانغ "يحظى بالدعم الكامل من النادي"، معرباً عن استيائه من الحادثة. وقال أونيل في تصريحات صحفية: "نحن نرفض أي شكل من أشكال التمييز العنصري، وسنواصل دعم لاعبينا في مواجهة مثل هذه المواقف".
سوابق مؤلمة
يذكر أن هوانغ ليس أول لاعب كوري جنوبي يتعرض لهجمات عنصرية في الدوريات الأوروبية. ففي عام 2021، تم القبض على 8 أشخاص في إنجلترا للاشتباه في تورطهم في إهانات عنصرية عبر الإنترنت ضد نجم توتنهام هوتسبير هيونغ-مين سون. وكان سون نفسه قد كشف في عام 2022 عن تعرضه لعنصرية "لا يمكن تصورها" خلال مسيرته كلاعب شاب في ألمانيا.
تداعيات متوقعة
تأتي هذه الحادثة في وقت تشدد فيه الفيفا والاتحادات القارية على سياسات مكافحة العنصرية في كرة القدم. ومن المتوقع أن تفتح المنظمة الدولية تحقيقاً مفصلاً في الواقعة، والتي قد تترتب عليها عقوبات على النادي أو اللاعب المتورط إذا ثبتت صحة الاتهامات.
في ظل تصاعد الدعوات العالمية لمحاربة العنصرية في الرياضة، تبرز هذه الحادثة كاختبار جديد لمدى جدية الجهود الرامية إلى جعل ملاعب كرة القدم بيئة شاملة للجميع، خالية من أي تمييز.