2025-07-07 08:54:00
مارسيلو اليندي، الرئيس التشيلي الأسبق، يظل أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل والتقدير في التاريخ السياسي لأمريكا اللاتينية. كرئيس اشتراكي منتخب ديمقراطياً، قاد اليندي تجربة فريدة لبناء الاشتراكية عبر الوسائل الديمقراطية، قبل أن تنتهي مسيرته بمأساة الانقلاب العسكري عام 1973.

مسيرة حافلة بالنضال السياسي
ولد سالفادور أليندي في 26 يونيو 1908 بمدينة فالبارايسو التشيلية، لأسرة من الطبقة المتوسطة. تخرج طبيباً، لكنه سرعان ما انجذب إلى العمل السياسي، حيث انضم إلى الحزب الاشتراكي التشيلي. على مدى عقود، كرس اليندي حياته للنضال من أجل حقوق العمال والفلاحين، وترشح للرئاسة أربع مرات قبل أن يفوز أخيراً في انتخابات 1970.

برنامج "الطريق التشيلي إلى الاشتراكية"
عندما تولى اليندي الرئاسة، أطلق برنامجاً طموحاً للإصلاحات اشتمل على:
- تأميم صناعة النحاس، العمود الفقري للاقتصاد التشيلي
- إصلاح زراعي جذري لمصلحة صغار المزارعين
- توسيع الخدمات الصحية والتعليمية للمحرومين
- سياسة خارجية مستقلة عن الهيمنة الأمريكية

هذه الإصلاحات أكسبته شعبية جارفة بين الفقراء، لكنها أثارت حفيظة النخب التقليدية وشركات الولايات المتحدة.
نهاية مأساوية وتراث خالد
في 11 سبتمبر 1973، قام انقلاب عسكري بدعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بقيادة أوغستو بينوشيه. اختار اليندي الموت مدافعاً عن قصر لامونيدا الرئاسي بدلاً من الاستسلام. أصبحت وفاته رمزاً للنضال ضد الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية.
اليوم، بعد نصف قرن، لا يزال تراث أليندي حياً في:
- حركات العدالة الاجتماعية حول العالم
- النقاش حول الديمقراطية والاشتراكية
- الذاكرة الجماعية للشعب التشيلي الذي كرمه بإعادة انتخابه ابنته ميشيل باشيليت رئيسة للبلاد مرتين
مارسيلو اليندي لم يكن مجرد سياسي، بل كان تجسيداً لإيمان رجل بمبادئه حتى النهاية، مما جعله أيقونة تتجاوز حدود تشيلي لتلهم كل من يحلم بعالم أكثر عدلاً.